الهجوم البري يطرق أبواب اليمن هل يسقط زعيم الحوثيين كما سقط حسن نصر الله التاسعة
الهجوم البري يطرق أبواب اليمن: تحليل لتداعيات محتملة وسيناريوهات مستقبلية
يثير فيديو اليوتيوب بعنوان الهجوم البري يطرق أبواب اليمن هل يسقط زعيم الحوثيين كما سقط حسن نصر الله التاسعة؟ نقاشًا حيويًا حول مستقبل الصراع اليمني، والاحتمالات المتزايدة لعملية برية واسعة النطاق، وتأثير ذلك على مختلف الأطراف المتنازعة، وعلى استقرار المنطقة بشكل عام. هذا المقال، مستوحيًا من التساؤلات التي يطرحها الفيديو المشار إليه (https://www.youtube.com/watch?v=BSaB0BLpn4)، يهدف إلى تقديم تحليل معمق للوضع الراهن، واستشراف السيناريوهات المحتملة، وتقييم فرص نجاح وفشل أي هجوم بري محتمل، مع التركيز على المقارنة المطروحة مع تجربة حرب لبنان عام 2006 وتأثيرها على وضع حسن نصر الله.
الوضع الراهن: تعقيدات المشهد اليمني
الصراع اليمني، المستمر منذ سنوات، هو صراع معقد ومتعدد الأبعاد. لا يقتصر الأمر على مواجهة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي (أنصار الله)، بل يتجاوز ذلك إلى تدخلات إقليمية ودولية، وتنافس على النفوذ، وتأثيرات أيديولوجية ومذهبية. وقد أدى هذا الصراع إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني ملايين اليمنيين من نقص الغذاء والدواء، والنزوح، والفقر المدقع.
في الأشهر الأخيرة، شهدنا تصعيدًا ملحوظًا في العمليات العسكرية، خاصة في محيط مدينة مأرب الاستراتيجية، التي تمثل آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن. وتسعى جماعة الحوثي إلى السيطرة على مأرب لأسباب متعددة، أهمها السيطرة على حقول النفط والغاز، والضغط على الحكومة اليمنية في أي مفاوضات مستقبلية، وإحكام قبضتها على شمال اليمن بشكل كامل. في المقابل، تبذل الحكومة اليمنية، بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، جهودًا مضنية للحفاظ على مأرب ومنع سقوطها في أيدي الحوثيين.
احتمالات الهجوم البري: دوافع ومخاطر
في ظل هذا التصعيد، تزداد التكهنات بشأن احتمال شن هجوم بري واسع النطاق من قبل التحالف العربي، ربما بهدف استعادة مناطق سيطرت عليها جماعة الحوثي، أو لتأمين الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية. هناك عدة دوافع محتملة لهذا السيناريو:
- وقف تقدم الحوثيين: يهدف الهجوم البري إلى وقف تقدم الحوثيين نحو مأرب وغيرها من المناطق الاستراتيجية، ومنعهم من تحقيق مكاسب ميدانية قد تعزز موقفهم التفاوضي.
- استعادة الشرعية: يهدف الهجوم البري إلى دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وتمكينها من بسط سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية.
- تأمين الحدود السعودية: يهدف الهجوم البري إلى إبعاد خطر هجمات الحوثيين عبر الحدود، وحماية المدن والمنشآت السعودية من الصواريخ والطائرات المسيرة.
- الضغط على الحوثيين للعودة إلى المفاوضات: يهدف الهجوم البري إلى إجبار الحوثيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بجدية، وتقديم تنازلات حقيقية من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
ومع ذلك، فإن الهجوم البري يحمل في طياته مخاطر كبيرة، منها:
- خسائر بشرية فادحة: قد يسفر الهجوم البري عن خسائر بشرية فادحة في صفوف المدنيين والعسكريين، نظرًا لطبيعة الحرب المعقدة، وانتشار الألغام والمتفجرات، واستخدام الحوثيين للتضاريس الوعرة كغطاء.
- تدهور الأوضاع الإنسانية: قد يؤدي الهجوم البري إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل، وزيادة أعداد النازحين، ونقص الغذاء والدواء، وانتشار الأمراض.
- استنزاف الموارد: قد يستنزف الهجوم البري موارد التحالف العربي، ويؤدي إلى إطالة أمد الحرب، وتأخير تحقيق الاستقرار في اليمن.
- تصعيد إقليمي: قد يؤدي الهجوم البري إلى تصعيد إقليمي، إذا تدخلت قوى إقليمية أخرى بشكل مباشر في الصراع، أو إذا استهدف الحوثيون مصالح دول مجاورة.
سيناريوهات محتملة: دروس من الماضي
بالنظر إلى تعقيدات المشهد اليمني، يمكن تصور عدة سيناريوهات محتملة في حال شن هجوم بري واسع النطاق:
- نجاح محدود: قد يحقق التحالف العربي مكاسب ميدانية محدودة، ويستعيد بعض المناطق التي سيطر عليها الحوثيون، لكنه يواجه مقاومة شرسة، ويعجز عن تحقيق أهداف استراتيجية كبيرة.
- حرب استنزاف طويلة الأمد: قد يتحول الهجوم البري إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، حيث يتبادل الطرفان الهجمات، دون تحقيق أي تقدم حاسم، مما يزيد من معاناة المدنيين، ويستنزف الموارد.
- حل سياسي تحت الضغط: قد يؤدي الهجوم البري إلى زيادة الضغط على الطرفين المتنازعين، وإجبارهما على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وتقديم تنازلات متبادلة، والتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
- فشل ذريع: قد يفشل الهجوم البري فشلاً ذريعًا، إذا واجه التحالف العربي مقاومة شرسة وغير متوقعة، وتكبد خسائر فادحة، وتدهورت الأوضاع الأمنية والإنسانية بشكل كبير.
المقارنة المطروحة في عنوان الفيديو مع تجربة حرب لبنان عام 2006 وتأثيرها على وضع حسن نصر الله تستدعي التفكير في مدى إمكانية تطبيق هذا السيناريو على الوضع في اليمن. في حرب لبنان، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق أهدافه المعلنة، وواجه مقاومة شرسة من حزب الله، مما أدى إلى تعزيز شعبية نصر الله في أوساط مؤيديه، وتكريس صورته كبطل قومي. ومع ذلك، يجب التمييز بين السياقين اللبناني واليمني. فحزب الله يتمتع بدعم شعبي واسع النطاق في لبنان، بينما يواجه الحوثيون معارضة متزايدة في اليمن، خاصة في المناطق التي يسيطرون عليها. كما أن الوضع الإقليمي والدولي يختلف اليوم عما كان عليه في عام 2006.
خلاصة
إن قرار شن هجوم بري واسع النطاق في اليمن هو قرار مصيري، يحمل في طياته فرصًا ومخاطر كبيرة. يجب على جميع الأطراف المعنية أن تدرس بعناية جميع الخيارات المتاحة، وأن تضع في الاعتبار العواقب المحتملة لأي عمل عسكري. إن الحل السياسي هو الحل الأمثل للأزمة اليمنية، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام الدائمين في هذا البلد الذي عانى طويلاً من ويلات الحرب.
يبقى السؤال المطروح في عنوان الفيديو، هل يسقط زعيم الحوثيين كما سقط حسن نصر الله التاسعة؟، مفتوحًا على الاحتمالات. فمصير زعيم الحوثيين سيتوقف على عدة عوامل، منها مدى نجاح أو فشل أي هجوم بري محتمل، وقدرته على الحفاظ على تماسك جماعته، وتطورات الوضع السياسي والإقليمي.
في نهاية المطاف، يجب على المجتمع الدولي أن يضاعف جهوده الدبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، وأن يقدم المساعدة الإنسانية اللازمة للمتضررين من الحرب، وأن يعمل على إعادة إعمار اليمن وبناء مستقبل أفضل لجميع اليمنيين.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة